كتب: مروان الشعراني
“خرجوه يشوف جثمان بنته حالا” هكذا كان رد فعل العميد أشرف عبدالعزيز مأمور قسم المطرية عند علمه بوفاة بنت مسجون فى قسم المطرية يبلغ من العمر 55عام، في مشهد إنساني جليل يجب أن يدرس في كافة أنحاء العالم، ويأتي ذلك ضمن سلسلة طويلة من الأعمال والمواقف الخيرة للعميد البطل.
وكان قد علم العميد البطل بوفاة بنت مسجون فى قسم المطرية يبلغ من العمر 55عام، وعلي الفور أمر بالسماح له برؤية جثمان ابنته والذي كان متواجدا داخل سيارة الإسعاف أمام القسم، حيث سمح لوالدها من الخروج من محبسه ليودع ابنته إلي الدار الآخرة، لدرجه أن بعض الضباط وأمناء الشرطة دمعت أعينهم .
ويعد هذا الموقف الإنساني واحدا ضمن الأعمال والمواقف المشرفة العديدة للعميد البطل والتي اشتهر به في مختلف القطاعات التي خدم به، فقد رسم بأعماله الإنسانية وتفانيه في عمله صورة مشرفة، استحق به ثقة المواطنين عن جدارة واستحقاق.
أمير الإنسانية
لذا أشتهر العميد البطل بـ “أمير الإنسانية”، حيث لم يأتي هذا اللقب من فراغ وإنما واقع رسمه بحبه وأخلاقه لكل من حوله، لا يتوقف أحد عن ذكره بطيبة قلبه وجدعنته، لا يتأخر عن كبير ولا صغير، الكل يحترمه ويشيد به، مواقف كثيرة لم يقصها علينا خشيتا منه أن يحرج صاحبه، فكم شخصا كان إلي جانبه في وقت شدته وضيقته فلو حصينا فقط ما نعرفه فنحتاج إلي كتب ومجلدات لنؤرخها.
ملحمة بطولية
ملحمة بطولية قادها العميد أشرف عبدالعزيز مأمور قسم المطرية، في عام 2017 ، وكان وقته يشغل منصب مأمور قسم حلوان، حيث قاد عملية قتالية ناجحة ضد أحد الإرهابيين، الذي هاجم كنيسة مارمينا بحلوان ، وأسفر ذلك عن إصابته في قدمه ويده اليسرى والقبض عليه.
وكان قد تلقي العميد البطل من جهاز اللاسلكي الخاص به بأن هناك هجوما على كنيسة مارمينا بشرق حلوان وهروب الإرهابي تجاه الشارع الغربي، فما هي إلا دقائق وخرج مسرعا نحو العسكري الخاص به يأمره بتحريك مدرعة الشرطة تجاه موقع الحادث.
ولقرب المسافة التي لا تتعدى 600 متر بين قسم الشرطة والكنيسة، وصل البطل بمدرعته إلى موقع تواجد الإرهابي في زمن محدود، حيث قام برؤية الإرهابي بنفسه، وكان يفكر في اتخاذ قرار بدهسه بالمدرعة، ولكن سرعان ما حضرته إحدى الأفكار التي جعلته يعدل عن مساره.
ثوان معدودة مرت حتى خرج مأمور قسم حلوان من المدرعة بعد ابتعادها عن الشارع الغربي، متخذا قرارا بإصابة الإرهابي في قدمه للقبض عليه والاستفادة منه في التحقيقات، للتوصل إلى خلايا إرهابية أخرى أو معلومات عن عمليات عدائية ضد الدولة.
ظل العميد أشرف بجوار أحد حوائط العقارات متربصا بالإرهابي، وظل قرابة دقيقتين يطلق نيران تجاه الإرهابي حتى استطاع قنصه بطلقتين في قدميه أسقطاه أرضا، ومن ثم هجم الشيخ صلاح الموجي ممسكا ببندقية الإرهابي لمنعه من استخدامها وقبض عليه في الحال.
وسام الجمهورية
فيما قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكرّيم العميد أشرف عبدالعزيز، وتم منحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى للشجاعة النادرة تقديرا لجهوده في الحفاظ على أمن المواطنين بمحل عمله كونه مأمورا لقسم شرطة حلوان، نظرا لدوره البطولي في دحر العملية الإرهابية الغاشمة على كنيسة ماري مينا العجايبي، والقبض على منفذيها وإصابته دون قتله، حيث أدى ذلك العمل لكشف الكثير من العمليات التي كان ينتوي الإرهابيون القيام بها بقطاع جنوب القاهرة.