رئيس التحرير

سمير دسوقي

رئيس التحرير التنفيذي

هاني عوف

رئيس التحرير

سمير دسوقي

رئيس التحرير التنفيذي

هاني عوف

يارا شلبي: واجهت انتقادات كبيرة بسبب ممارستي سباق السيارات.. وفشلي في بداية المشوار جعلني أقوي

جريدة الممر

المرأة تنال كمية كبيرة من الانتقاد و”التريقة” خلال قيادتها السيارات

 

حوار: أحمد ثابت

سباق السيارات وخاصة “رالي السيارات” من الرياضات التي تحتاج إلى قوة تحمُّل عالية وخبرة جيدة في مجال السيارات والميكانيكا، فهي رياضة تحتاج إلى قوة تركيز، لأن الرالي يكون في مناطق صحراوية وَعْرة، والسباقات تكون لمسافات طويلة قد تصل إلى 300 أو 400 كيلومتر في اليوم.

يارا شلبي من المتسابقات اللاتي أثبتن وجودهن بقوة على ساحة رياضة رالي السيارات، وتوَّجت مجهودها عندما شاركت في رالي عسير بالمملكة العربية السعودية كأول سيدة تشارك في هذه السباقات في تاريخ المملكة.

وكان لنا معها هذا الحوار..

 

 

في البداية، نريد التعرف على يارا شلبي بعيدًا عن سباقات السيارات؟

مهندسة، وأعمل في بنك مبرمجة حسابات كمبيوتر (آي تي)، وأم لطفل عمره تسع سنوات.

من أين جاءت فكرة خوضك رياضة سباق السيارات؟

دخلت سباقات السيارات منذ سبع سنوات، ولم أدخل من أجل الاحتراف، ولكن دخلت بهدف حبي للرياضة، ومن باب حب التجربة. وقد تربَّينا على أن الرياضة مثل الأكل والشرب، فمارست رياضات عديدة، مثل الاسكواش والتنس والسباحة. دائمًا كانت الرياضة جزءًا مهمًّا في حياتي. وفي أثناء ممارستي للرياضة تعرفت على رياضات جديدة، مثل البارشوتنج، وكانت رياضة السيارات من ضمن الرياضات التي أحببتها، ولكن سباقات الحلبة المغلقة لم تكن طموحي، فاتجهت إلى سباقات الأماكن المفتوحة في الصحراء، ودخلت عالم الراليات، ووجدت أن السيارة المشاركة لا بد أن تكون ذات دفع رباعي وتجهيزات أخرى، وكانت معي سيارة صغيرة، فجهَّزتها لخوض أول سباق رالي.

في أول سنتين لي شاركت ضمن فريق مكوَّن مسبقًا شارك في سباقات ماضية، وعندما أصبحت لي خبرة في السباقات فكَّرت في تكوين فريق جديد خاص، معظم عناصره نسائية، وشجعني على ذلك أن فتيات كثيرات تحدثن معي في هذا الأمر، واخترت منهن فريقًا مكوَّنًا من 6 فتيات (السائق والملاح والميكانيكي، و3 سبورتيم).

 

قيادة السيارات “الرالي” من الرياضات الخطرة التي تحتاج إلى قوة وتركيز، فلماذا اخترتِ هذا النوع من الرياضة؟

بالفعل، رالي السيارات يحتاج إلى قوة تركيز عالية، ويحتاج إلى قوة تحمُّل أيضًا، لأن الرالي يكون في مناطق صحراوية وَعْرة جدًّا، والسباقات تكون لمسافات طويلة تصل في بعض الأحيان إلى 300 أو 400 كيلومتر في اليوم، وهذه المخاطر جعلتني أحب الصحراء والأماكن الجديدة في البلاد.

 

كيف بدأت قصة احتراف قيادة السيارات؟ ومن الذي قام بدعمك وتشجيعك على الاستمرار في هذه المغامرة؟

قصة احترافي لسباق السيارات بدأت عندما بدأت أحقق مراكز جيدة. كان أول سباق لي في 2014، وحصلت فيه على المركز الأول. وفي 2016 شاكت في بطولة الجمهورية وحصلت على المركز الثاني، وفي 2018 حصلت على المركز الثالث في نفس البطولة، وبدأت احتراف اللعبة، وفكرت في المنافسة خارج مصر وتشكيل فريقي الجديد.

الكثيرون شجعوني على الاستمرار في سباق السيارات وليس فردًا واحدًا. العديد من السائقين المحترفين وكثير من الأهل والأصدقاء. وكان أحد أوائل من أدخلوا رالي السيارات إلى مصر (اسمه عبد الحميد أبو يوسف، الشهير بميدو) من أكثر الشخصيات التي ساعدتني في قراراتي بشأن السيارات، وكان سندًا لي في هذه الرياضة.

 

دائمًا تواجه المرأة انتقادات بسبب قيادة السيارة بوجه عام.. هل وجدتِ اعتراضًا من أسرتك أو من أشخاص مقربين بسبب خوضك سباقات الراليات؟

فعلًا، المرأة تنال كمية كبيرة من الانتقاد و”التريقة” خلال قيادتها السيارات بوجه عام، وكان من الانتقادات التي أتذكرها حتى الآن، عندما هاجمني العديد بدعوى أننا -السيدات- لا نستطيع القيادة على الأسفلت فكيف سنشارك في سباق الرالي في الصحراء؟! وبالفعل، في أول مشاركة لي في راليات “تهت” أنا والملاح، وهذا أثبت صحة الانتقادات.

ولكن بعد ذلك بدأنا نثبت جدارتنا وقوتنا وتحوَّل النقد إلى تشجيع.

كان هناك تحفظ من جانب الأسرة في البداية، وعندما أثبتُّ نجاحي بدأت أسرتي تشجعني، وكان شقيقي الموجود في الإمارات له دور في مساعدتي في خوض سباقات في الخارج، وخاصة الإمارات.

 

ما المواصفات المطلوب توفرها في من يخوض هذا النوع من الرياضة؟

أي رياضة تحتاج إلى قوة تحمُّل عالية جدًّا، وألا يستسلم الرياضي بسهولة. واجهتُ العديد من المشكلات خلال السنوات السبع التي خضتُ خلالها السباقات، سواء مادية أو اجتماعية، ما بين الاجتماعات وتربية ابني أو التصوير أو مقابلة ممولين للسباق.

تحضيرات وتجهيزات كثيرة لهذه اللعبة طوال الوقت، فمن يُرِد خوض هذه اللعبة أو أي لعبة فعليه أن يتحمل مشاقَّها ومتاعبها.

 

لَمْ تشعري بخوف أو قلق من مشاركتك أمام رجال؟

 

لم أشعر بخوف من مشاركتي أمام الرجال، لأنها رياضة مثل أي رياضة، ولكن لم يكن بها فيتات من قبل.

لَمْ تخشَيْ نظرة المجتمع الذكوري بسبب مشاركتك في هذا النوع من السباقات؟

لا بالعكس، أنا فخورة جدًّا بمش

اركتي في سباقات السيارات، وأجد تشجيعًا من الجميع حولي، وهذا سيشجع الكثير من الفتيات على خوض تلك الرياضات.

متى شعرت يارا شلبي بالخوف؟

الحمد لله، لا أستطيع أن أقول إنني أخاف. بالعكس، عندما أكون في موقف جديد أو في مشكلة أجد ذلك تحديًا ينبغي أن أحله. الخوف يكون من شيء مجهول، وهذا لا يوجد في الرياضة، فهناك تجهيزات واستعدادات للسباق في الصحراء، فليس هناك أي داعٍ للخوف.

متى ترفض يارا شلبي المشاركة في سباق معين؟

لم أرفض أن أشارك في سباق معين، ولكن هناك عوائق مادية وإمكانات محدودة قد تعوق مشاركتي، ولو أملك الإمكانات المادية فسأشارك في كل السباقات المحلية والعالمية.

المرة الوحيدة التي رفضت فيها المشاركة كانت في الساحل الشمالي، حيث كان السباق غير مطابق للمواصفات الفنية السليمة، لا في تكوين الرالي ولا التراك ولا في الفحص. حضرنا أول مرة ونبهنا للأخطاء الموجودة، وللأسف عندما ذهبنا في المرة الثانية أو في السنة الثانية رفضنا المشاركة بسبب الأخطاء الفنية الجسيمة في السباق.

كم مسابقة خاضتها يارا شلبي حتى الآن؟

منذ 2013 شاركت في 25 سباقًا، منها سباقات دولية.

 

ما أصعب مسابقة شاركت فيها يارا شلبي؟

 

أصعب المسابقات هي الراليات الدولية المكونة من خمسة أو ستة أيام، وأكثر من 600 كيلومتر، وهي رالي الفراعنة وأبوظبي الدولي ودبي.

 

شاركتِ في مسابقة رالي عسير بالسعودية كأول مشاركة نسائية في المملكة.. كيف جاءت هذه الخطوة؟

سمعت كثيرًا عن صحراء السعودية أنها مختلفة عن أي صحراء أخرى، وكان عندي فضول المشاركة في سباقات السعودية. شاركت في سباقات عديدة في الإمارات وقطر والمغرب والأردن وكينيا والهند وبلاد عديدة، وكان حلم المشاركة في المملكة لا يزال يراودني. كانت هناك صعوبات في البداية في مشاركة السيدات، وعندما اتُّخذ أول قرار بمشاركة السيدات استغللت رالي عسير للمشاركة، الذي يعتبر أول بطولة في المملكة، وإن شاء الله سنكمل باقي البطولات.

 

كيف كان رد فعل المشاركين من الرجال في مسابقة عسير عند علمهم بمشاركتك؟

بصراحة، كان فخرًا لي رد فعل السعوديين بسبب مشاركتي في المسابقة. الجميع قدَّم المساعدة، والإعلام كان يشجعنا ويساندنا في التجربة، وانتشرت الأخبار والتقارير عن رالي عسير بشكل إيجابي.

 

هل تستطيع الفتيات المصريات المشاركة في مثل هذا النوع من الرياضة؟

 

أي شخص يستطيع أن يشارك في أي رياضة، ليست الفتيات فقط لكن في هذه الرياضة، المشكلة الوحيدة هي في توافر الأدوات والسيارة المجهزة.

 

ما أكبر المشكلات التي تواجهك كمتسابقة راليات؟

المشكلات المادية هي أكبر المشكلات التي تواجه أي متسابق، فهي من الرياضات المكلِّفة، فلا بد من وجود دعم أو ممول للمتسابق يساعد في التجهيزات .

سباق السيارات من الرياضات التي تحتاج إلى مساحات كبيرة مثل الصحاري، ومصر تمتاز بها.. فكيف يمكن الاستفادة من “الرالي” في تنشيط السياحة في مصر؟

كان هناك رالي دولي في مصر “رالي الفراعنة”، وكان يشارك فيه أكثر من 52 دولة، وكل دولة من الدول المشاركة كان لديها فريق كبير، ولكن للأسف كان آخر رالي في 2015 بسبب حوادث وقعت لبعض السائحين في الصحراء، وتم إلغاء رالي الفراعنة، ومن هنا بدأت المشاركة في سباقات خارج مصر.

 

أخيرًا.. ما طموحاتك التي تَسْعِين لتحقيقها في رياضة سباقات الراليات؟

طموحي أن أكون بطلة العالم في الرالي، وحاليًّا أستعد لإنشاء مدرسة لتعليم قيادة سيارات الرالي، وكيفية تجهيز السيارة وتعليم القيادة في الصحراء. أنتظر دعمًا من إحدى الشركات لكي أستطيع تجهيز المدرسة وتكوين فريق متخصص لأخوض به منافسات عالمية.

مقالات ذات صلة