تقارير
اللواء أشرف عبد العزيز: إدمان الألعاب الإلكترونية للأطفال أخطر من المخدرات
خبير أمني واستراتيجي في مداخلة على قناة الشمس

متابعة : مروان محمد
في مداخلة تليفزيونية مثيرة على قناة الشمس، حذر اللواء أشرف عبد العزيز، الخبير الأمني والاستراتيجي، من خطورة إدمان الأطفال للألعاب الإلكترونية، مؤكداً أنه أصبح يُعد أخطر من إدمان المخدرات لما له من تأثيرات نفسية، سلوكية، وأمنية بالغة الخطورة على المجتمع والدولة.
وقال اللواء أشرف: “مش بس ألعاب، دي بيئة كاملة بداخلها أطفالنا معرضين لمخاطر قد تُدمّر مستقبلهم. ساعات اللعب الطويلة تحوّل العقل الصغير إلى آلة استقبال للأوامر الرقمية، وتزرع العدوانية، والعزلة، وحتى السلوكيات الإجرامية.”

الألعاب الإلكترونية وأثرها على الأطفال
وفقًا لتقارير الشرطة في أوروبا وأمريكا، الأطفال الذين يقضون أكثر من 4–5 ساعات يوميًا في ألعاب عنيفة كانوا أكثر تورطًا في:
•التنمر والاعتداء على زملائهم في المدرسة.
•التخريب وسرقة الممتلكات الصغيرة.
•الانعزال الاجتماعي وضعف التواصل مع الأسرة.
وأوضح اللواء أشرف عبدالعزيز، أن هذه الألعاب تُحاكي الواقع، وتدرب الأطفال على العنف والحروب الرقمية، ما يجعلهم يتصرفون باندفاعية في الواقع ويقلّ تحكّمهم في انفعالاتهم، مشيرًا إلى أن دراسة ألمانية أثبتت أن 41% من المراهقين الذين يلعبون ألعابًا عنيفة يظهرون سلوكًا عدوانيًا متكررًا، و27% منهم تورطوا في جرائم مدرسية.
الألعاب الإلكترونية أكثر من مجرد ترفيه
وأشار اللواء أشرف عبد العزيز، إلى أن الألعاب ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل مصانع بيانات رقمية علي النحو التالي:
•تجمع الألعاب بيانات الموقع الجغرافي، والأصدقاء، وسلوك اللعب، وحتى الصور والصوت أحيانًا.
•تُستخدم هذه البيانات في الإعلانات الموجهة، وتحليل السلوك، وأحيانًا لأغراض أكثر خطورة مثل الاستدراج أو الابتزاز.
•مثال واقعي: في أوروبا، تم إغلاق لعبة مجانية بعد اكتشاف أنها تسجّل المحادثات الصوتية للأطفال بالكامل.
وأضاف الخبر الأمني: “الأطفال أصبحوا أكثر عرضة للاستدراج والتحرش الإلكتروني عبر غرف الشات الصوتية والنصية، وهناك شبكات منظمة تستغل الألعاب للوصول إليهم.”

إدمان الألعاب أخطر من المخدرات
اللواء أشرف صرّح صراحة قائلا: “إدمان الألعاب الإلكترونية أخطر من المخدرات… لأن المخدرات تؤثر على الجسد، أما الألعاب فتؤثر على العقل والشخصية بالكامل. الطفل يصبح مدمناً للعنف الرقمي، ويقلّ تحكمه في النفس، ويُعرض نفسه والمجتمع لمخاطر أمنية ونفسية كبيرة.”
وأضاف أن هذا النوع من الإدمان يخلق جيلًا معزولًا، عدوانيًا، وضعيف التركيز، ومرتبطًا تمامًا بالشاشات الرقمية، ما يجعل التعامل معه أصعب بكثير من إدمان المواد المخدرة التقليدية.
⸻
الحلول والإجراءات الوقائية
قدم اللواء أشرف توصيات عملية للحماية من مخاطر الألعاب الإلكترونية علي الأطفال علي النحو التالي:
1.تحديد وقت اللعب: ساعة واحدة يوميًا كحد أقصى للأطفال.
2.مراجعة محتوى اللعبة: التأكد من مناسبة اللعبة للسن، وعدم احتوائها على عنف أو مقامرة.
3.إغلاق أو مراقبة الشات الصوتي والنصي: لتقليل الاستدراج والتحرش.
4.الرقابة الأبوية: تفعيل برامج على الهواتف والشبكات المنزلية.
5.نشاطات بديلة: الرياضة، الهوايات، والأنشطة العائلية.
6.الحوار الدائم مع الطفل: معرفة من يتواصل معه وماذا يشعر أثناء اللعب.
7.تعليم الطفل سؤال تحذيري دائمًا: “هل كنت هعمل هذا لو لم تكن اللعبة موجودة؟”
وأشار اللواء أشرف عبد العزيز، إلى أن التدخل المبكر ومتابعة الطفل مع الأسرة والمدرسة يمكن أن يقلل من المخاطر بنسبة تصل إلى 70%، مستشهداً بخبرة المدارس الأوروبية التي نفذت برامج للرقابة الأبوية وورش توعية للأطفال.
خاتمة تحذيرية
واختتم اللواء أشرف عبد العزيز مداخلته بتحذير صادم: “الألعاب ليست العدو، الخطر الحقيقي هو الإدمان والفوضى الرقمية المجهولة. دورنا أن نحافظ على عقول أطفالنا قبل أن تتحول الشاشات إلى سجن رقمي يسرق براءتهم ويزرع العدوانية داخلهم. الرقابة والوعي هما الخط الدفاعي الأول.




