أخبارمقالات

 طائر يجيد مصداقية الصحافة !!

بقلم: د. ياسر جعفر

نعم هناك طائر علم العالم وخاصة عالم الصحافة والإعلام ، صدق الأنباء والأخبار والأحداث ، وإيضا علم العالم اليقين وعلم التوحيد، ففي هذا الزمن كل شئ أتضح وضوح الشمس في وسط النهار، وأتضح للعالم وضوح القمر ليله البدر ، وكل شئ ظهر علي حقيقته في هذا الزمن، وفي الحرب الساخنة والطاحنة علي أرض غزة ! نامت جميع الصُحف بل أغلبيتها بنسبة كبيره ٩٩ % عن الحقيقة والمصداقية عما يحدث علي أرض غزة من حرب إباده ، وللأسف لم تتكلم أي صحيفة ولا أي موقع عن ما يحدث من ظلم واقع علي شعب أعزل وحرب وقعت عليه بدون أي اسباب ! .. هذا يدل علي ان الصحافة أجندة صهيونية تخدم الصهاينة في نشر أفكارهم ، مع العلم يجب أن تدافع عن الحق وتنتشر الأقلام والكلمات بكلمة الحق ! .

وكذالك الأعلام علي القنوات الفضائية والعالمية الكل يطبل للصهاينة، ولا يستطيع صحفي ولا موقع ولا قناة تقول كلمه حق مثل ما قاله هذا الطائر الذي جاء بالأنباء الحقيقيه، والتي تخدم الإسلام وتخدم العقيدة، الإسلامية، هذا الطائر قام بدور الصحفي الصادق ولا يخشي عن التأخير لاجتماع سيدنا سليمان الملك الذي ملك العالم من عالم الأنس والجن، ومع ذالك الهُدهد الصحفي لايخشي التأخير عن سيدنا سليمان لأنه رائ أمر عظيم يمس الدين والعقيده بسبب ملكه سبأ وقومها لا يعبدون الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد طائر صدق مع الله، وانزعج في أمر من أمور العقيدة ونحن عالم الأنس لا نفكر الإ في النفاق والأخبار الكاذبه والمفبركة، ولذلك ضاعت الأمة في بحور من الرياء والنفاق وعدم نقل الحقائق، وقال تعالي:( فَمَكَثَ غَیۡرَ بَعِیدࣲ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۭ بِنَبَإࣲ یَقِینٍ ۝٢٢ إِنِّی وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةࣰ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِیَتۡ مِن كُلِّ شَیۡءࣲ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِیمࣱ)۝٢٣﴾ [النمل ٢٢-٢٣] هنا معلومه جوهريه في قوله(بنبأ يقين) بمعني أن الأخبار الإ حصلت عليها أخبار صادقة ليس فيها فبركة ولا ملفقه ولا مزوره ! .

يقول ( الهدهد) الصحفي الصادق الصدوق المحترم انا جئت بخبر ليس فيه ذرة كذب ! وخبر خاص بعقيده التوحيد لله سبحانه وتعالى، كل تفكير الهدهد شئ يمس عباده الله ، بأن فيه شرك ، ولكن ٱلاف المواقع الإلكترونية والصُحف الورقيهة لا تجد فيها أي منفعة للبشرية ، كلها أخبار كاذبة ، مفبركة ، ومشبوهة، واستعراض ما يسيئ للإسلام والمسلمين ، وأخبار الفن والفنانين والبرامج التافهة ،والكرة ، تخطيت شيطاني ، ولكن حاجه تفيد الدين والصحة والتعليم لا، لأنها أجنده صهيونية مرتزقه ، ولكن الهُدهد كان كل همه يحصل علي خبر صادق، وفي نفس الوقت في موضوع هام يمس عباده الله!،  وبسبب هذا الخبر دخلت ملكة سبأ في عباده الله مع سيدنا سليمان ومعاها الكثير، لأن جوهر الأخبار الصادقة والمخلصة تكون نتائجها ناجحة ، في الأمة تحتاج لأمانة القلم الحر الذي يخدم الإنسانية ، ولكن قلم النفاق والرياء والمحسوبيه يُسقط دول ، ويدمر المجتمعات ! وانظر الي خطاب الهدهد : (إِنِّی وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةࣰ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِیَتۡ مِن كُلِّ شَیۡءࣲ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِیمࣱ) ۝٢٣﴾ [النمل ٢٢-٢٣]، تيقن أن هناك أمراة مهما كانت ملكة أو وزيرة أو رئيسة وزارء , لا يفرق معه المنصب قدر ما بفرق معه الحدث نفسه , لأن الهدهد يعلم جيدا أن الدنيا لا تسو شئ بدون عباده الله، فهل أحد من الصحفيين وجد مسؤول مخالف لعباده الله وكتب عنه !؟.. كما فعل الهُدهد صاحب الخبر اليقين والذي نشره أمام سيدنا سليمان بكل مصداقية .

قال تعالي:(*وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً*} [النساء: 83]، وقوله تعالى : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ) ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث السرايا فإذا غلبوا أو غلبوا بادر المنافقون يستخبرون عن حالهم ، فيفشون ويحدثون به قبل أن يحدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضعفون به قلوب المؤمنين فأنزل الله تعالى ( وإذا جاءهم ) يعني : المنافقين ( أمر من الأمن ) أي : الفتح والغنيمة ( أو الخوف ) القتل والهزيمة ( أذاعوا به ) أشاعوه وأفشوه ، ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان ) .

في كلمة الصحفي يجب أن تخدم الدين والمجتمع والإنسانية في جميع المجالات وعلي جميع الأصعدة ،  ويحذر قول الباطل المُفبرك ، فقد أعتنى الشَّارِع بأقوال المكلَّفين، ورتَّب عليها أحكامًا، وخطرُ الكلام في الدُّنيا أعظم من الاعتقاد، فكم من شخصٍ يعتقد ما لا يُرضي الله من الاعتقادات الباطلة، ولا يُظهر ما يعتقده؛ بل يُظهر خلافَ ذلك؛ فيُحْكَم له في الدنيا بما ظَهَرَ من أقواله وأفعاله، ويوكَل باطنُه إلى مَنْ يعلم السرَّ وأخفى، فإذا تكلَّم حُوسِبَ على كلامه، وتحمَّل تَبِعاتِه في الدُّنيا والآخِرة.
وفي حديث معاذٍ بن جبل، حينما كان مع النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – في سفرٍ؛ فممَّا قال له: ((أَلا أخبركَ برأس الأمر كلِّه، وعموده، وَذِرْوَةِ سِنامه)) قال: قلتُ: بلى يا رسول الله. قال: ((رأسُ الأمر الإسلام، وعمودُهُ الصلاة، وَذِرْوَةُ سِنامه الجهاد))، ثم قال: ((ألا أخبركَ بملاكِ ذلكَ كلِّه))؟ قلتُ: بلى يا نبيَّ الله. فأخذ بلسانه وقال: ((*كُفَّ عليكَ هذا)). فقلتُ: يا نبيَّ الله، وإنَّا لمؤاخَذونَ بما نتكلَّم به؟! فقال: ثَكِلَتْكَ أمُّكَ يا معاذ، وهل يكبُّ الناسَ في النَّار على وجوههم – أو على مناخِرِهم – إلاَّ حصائد أَلْسِنَتِهم*؟!))؛ رواه الترمذي، وقال: “حديثٌ حسنٌ صحيحٌ”. وأمرنا بالانباء المؤثرة النافعة! كما فعل الهُدهد الاعلامي في النبأ اليقين الذي كان سببأ في الهدايه لاعداد كثيره , وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشجع شعراء الإسلام؛ ليقوموا بدورهم الإعلامي الفعال في نصرة الإسلام كان يقول لحسان بن ثابت يقول له اهجهم يعني المشركين والهجاء هو الذم، يقول اهجهم وروح القدس معك” .

هل الإعلام الذي يوجد اليوم هو الإعلام الذي يريده الإسلام؟ الإعلام في الإسلام له صفات، له سمات، له خصائص، له منطلقات، له أهداف يختلف بها عن الإعلام الآخر!! دعونا نقف معه هذا، ونتعرف ما هو الإعلام الذي يريده الإسلام؟ ما هو الإعلام الإسلامي الذي يخدم ولا يهدم، الذي ينفع ولا يضر.!! الإعلام في الإسلام -أيها الأحباب- إعلام ينطلق من رسالة الإسلام الأولى رسالة الدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- متمثلا قول الله -تبارك وتعالى-: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:104] .

فالإعلام هو الوسيلة الأولى لإيصال الخير لدعوة البشرية إلى طريق الله -تبارك وتعالى-، هو المنبر الأعظم الذي يبلغ رسالة هذا الدين إلى العالم أجمع ، الإعلام في الإسلام ينطلق من مبادئ الإسلام، ينطلق من قيمه وآدابه وأحكامه، ينضبط بضوابطه ويتقيد بقيوده، يحلل حلاله ويحرم حرامه، ليس إعلاما يجعل القرآن مقدمة لبثه في أول النهار أو في فترات الحداد على الأموات فحسب؛ بل إنه إعلام يسترشد بالقرآن ويهتدي بهديه ويسير على دربه ، الإعلام في الإسلام ، إعلام يجعل الاتصال بين الناس اتصال خير وإصلاح يجعل التعارف بينهم تعارف يحقق ما ينفعهم في شتى أمور حياتهم ومعاشهم على أساس قول الله -تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، فهو إعلام يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم، يسعى للتقريب بين وجهات النظر وبين آراء المختلفين على أساس قول الله -تبارك وتعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) [الحجرات:10] لا يزيد الفجوة والهوة بين ، المسلمين بل يسعى للتقريب بينهم.

هذا الإعلام يعرّف الشرق بالغرب، ويعرّف الغرب بالشرق. ينقل للعالم رسالة المسلمين وصوتهم وما يحملونه من خير للبشرية وينقل للمسلمين ما عند الأمم الأخرى من علوم ومعارف وخبرات وتجارب.. يأخذ النافع فيأتي به إلى المسلمين لا كما يفعل إعلام اليوم الذي ينقل الغث والسمين والنافع والضار والمفيد وغير المفيد مما هو موجود عند الأمم الأخرى فأفسد بذلك أيما إفساد ، الإعلام في الإسلام إعلام يدعو إلى الفضيلة ويحارب الرذيلة، ينشر الطهر والعفاف ولا يشيع الفاحشة بين المؤمنين؛ حذرا من قول الله -تبارك وتعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) .

الإعلام في الإسلام إعلام ينطلق من الصدق والأمانة، الصدق في نقل الخبر، والصدق في صياغة الخبر والصدق في تغطية الأحداث دون زيادة ولا نقصان، دون تهوين ولا تهويل، دون تحقير ولا تضخيم، ينقل الحقيقة كما هي ويصور الحدث كما هو ويحكي الواقع كما حصل دون أن يبالغ في ذلك أو أن يكتم شيء من الحقيقة منطلقا من قول الله -تبارك وتعالى- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) يتثبت فيما ينقل يتثبت فيما يبث وينشر ولا يبادر بنشر كل ما يصل إليه دون أن يتأكد من صحته فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول “كفى بالمرء إثم أن يحدث بكل ما سمع” .

الإعلام في الإسلام إعلام يخاف الكذب أشد الخوف حذر من قول الله تبارك وتعالى (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) [النحل:105])، ومرت بنا السنون سراعًا وإذا بآذاننا ترتطم بمعانٍ غريبة على قلوبنا لكلمة الإعلام! وإذا بقلوبنا تشمئز وتنفر كلما سمعت كلمة “الإعلام”؛ فقد صارت اليوم مرتبطة -في الغالب- بالمخالفات الشرعية والعرفية! فنراهم يذيعون أخبارا تخالف التوحيد والعقيدة وتنافى الأخلاق والسلوك والعفة والحشمة وتهاجم فيه ثوابت الدين ومسلماته؛ وجميعها مسوغها حرية الكلمة والتعبير والرأي، وبعضه يكون تحت شعار الفن الإعلامي! وعن وسائل ذلك الإعلام فحدث ولا حرج .

فهذا باختصار: الإعلام كيف كان، وكيف أصبح؛ لقد ابتدأ مكتوبًا ومسموعًا عبر الخطبة والشعر والرسالة، وقد انتهى بوسائل التواصل والفضائيات والسينمات.. حتى إنك لتستطيع متابعة كل شيء بلا استثناء بالجلوس فقط أمام التلفاز أو مع هاتفك المحمول، ولعل هذا بعض المقصود بحديث الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-: “والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله، وتخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده”(الترمذي)
والإعلام الذي نتكلم عنه خطير جد خطير؛ فهو سلاح ذو حدين، يستطيع البناء والتعمير والترقي بالمجتمع إذا ما أُحسِن استخدامه ، وبوسعه التدمير والتخريب والإفساد إذا ما أسيء استغلاله !

ودعونا نضرب بعض الأمثال على ذلك: فمن مهمة الإعلام الهادف أن يخبر الناس بالأخبار الصادقة لا المزيفة، وبنظرة سريعة على الإعلام الإخباري اليوم نكتشف دون عناء أن أغلبه كذب وتزييف وتلفيق ومكر وخداع! وويل لمن يفترون ويزيفون؛ يروي سمرة بن جندب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “رأيت الليلة رجلين أتياني، قالا: الذي رأيته يشق شدقه فكذاب، يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة”(رواه البخاري)، فجملة: “تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق” تذكرنا كيف يكذب الإعلامي الكذبة في إحدى الفضائيات فتصل في التو واللحظة إلى جميع بقاع الكرة الأرضية، والكذب الحاصل في أيامنا هذه في أحداث الحرب علي فلسطين وبما نشاهده ونسمعه في وسائل الإعلام المختلفه من كذب وتلفيق وتزيف للحقائق ، ومسانده أهل الباطل من الصهيونية الامريكية والاسرائلية علي أهل الحق الذين يدافعون عن اوطانهم واعراضهم وأموالهم !!، أيضًا فمن واجبات الإعلام أن يعلي من قيمة الفضائل وينشرها، ويحارب الرذائل ويُنَفِّر منها، وواقع إعلام اليوم غير ذلك تمامًا، فهو على النقيض يحارب الفضيلة وينشر الرذيلة! .

كذلك فمن واجبات الإعلام الحفاظ على وحدة الأمة ونسيجها وكيانها، لكنه على النقيض يمثل أداة خطيرة لتمزيق الأمة وتشتيتها! وهي اجنده صهيونية لعدم توحد الأمة الإسلامية علي قلب رجل واحد يريدون المثل الشهير عندهم ( فرق تسُد) يريدون التفرقه لياخذوا كل دولة علي الحجر ، وياخدوا كل رئيس علي حده ، كما هو حاصل ٱلان ، ومزقوا الامة تمزيقا ، وجلعوا منها اشلاء في كل مكان! .

ومرت السنون سراعًا وإذا بآذاننا ترتطم بمعانٍ غريبة على قلوبنا لكلمة الإعلام! وإذا بقلوبنا تشمئز وتنفر كلما سمعت كلمة “الإعلام”؛ فقد صارت اليوم مرتبطة -في الغالب- بالمخالفات الشرعية والعرفية! فنراهم يذيعون أخبارا تخالف التوحيد والعقيدة وتنافى الأخلاق والسلوك والعفة والحشمة وتهاجم فيه ثوابت الدين ومسلماته؛ وجميعها مسوغها حرية الكلمة والتعبير والرأي، وبعضه يكون تحت شعار الفن الإعلامي! وعن وسائل ذلك الإعلام فحدث ولا حرج!! .

فيجب تفديم الأمناء الأكفاء ليحسنوا تعليم الناس ويكونوا لهم نعم القدوة، لكنهم على العكس؛ يقدمون “الفنان” والراقصة والتافه والحقير ليفتي الناس ويوجه الناس! وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة”، قيل: وما الرويبضة؟ قال: “*الرجل التافه في أمر العامة”(رواه ابن ماجه)، وقد جعل إعلام اليوم من نفسه أداة لتنفيذ تلك المهزلة! .

ومما يؤسي ويحزن أن جُلَّ وسائل الإعلام وأغلبيتها الساحقة في أيدي المفرطين! وأن الملتزمين المعتدلين بمنأى عن استغلال الإعلام في الدعوة إلى الله -عز وجل-، إلا محاولات هنا وهناك يُفتح لها حينًا ويُضيق عليها أحيانًا!، فإن الصدق دليل الإيمان ولباسه، ولبُّه وروحه؛ كما أن الكذب بريد الكفر ونَبْتُه وروحه، والسعادة دائرة مع الصدق والتصديق، والشقاوة دائرة مع الكذب والتكذيب!، والصدق من الأخلاق التي أجمعت الأممُ على مر العصور والأزمان، وفي كل مكان، وفي كل الأديان، على الإشادة به، وعلى اعتباره فضله، وهو خُلق من أخلاق الإسلام الرفيعة، وصفة من صفات عباد الله المتَّقين؛ ولذلك فقد وصف الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم, بأنه جاء بالصدق، وأن أبا بكر وغيره من المسلمين هم الصادقون، قال – تعالى -: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [الزمر: 33، كما أن التحلي بالصدق كان من أوَّليات دعوتِه , صلى الله عليه وسلم, كما جاء مصرحًا بذلك في قصة أبي سفيان مع هرقل، وفيها: أن هرقل قال لأبي سفيان: ((فماذا يأمركم؟)) يعني: النبي – صلى الله عليه وسلم -، قال أبو سفيان: ((يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة))[رواه البخاري ومسلم]، كما أن الصدق سمة من سمات الأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصالحين، قال -تعالى- عن خليله إبراهيم على نبينا وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا) [مريم 41]، وقال عن إسحاق ويعقوب: (وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) [مريم: 50]
وقال عن إسماعيل: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ) [مريم: 54]، وقال عن إدريس: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ) [مريم: 56]، وقال عن صحابة رسولِه الأخيار: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) [الأحزاب: 23 .

ويكفي الصدقَ شرفًا وفضلاً أن مرتبةَ الصدِّيقية تأتي في المرتبة الثانية بعد مرتبة النبوة؛ قال الله – تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) [النساء: 69].
وقد أمرنا الله بأن نتحلى بهذا الخُلق العظيم، وأن نكون مع الصادقين، فقال – تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) [التوبة: 119]، وجاء في حديث ابن مسعود – رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((*عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يَهْدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدقُ ويتحرَّى الصدق حتى يُكتَب عند الله صدِّيقًا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا))[رواه البخاري ومسلم] .

في الحديث الذي رواه حذيفة بن اليمان |(بِئسَ مطيَّةُ الرَّجُلِ زعَموا) اخرجه أبو داود، وفي الحديث الذي رواه أبو قلابة عبدالله بن زيد 🙁بئسَ مطيَّةُ الرجلِ زعَموا) صحيح أبو داود التَّثبُّتُ منَ الأخبارِ مهمَّةٌ رئيسَةٌ لكلِّ مسلِمٍ فيما يَسمَعُه وينْقُلُه، فلا يَنقُلُ إلَّا ما علِمَ صحَّتَه وعدَمَ إفْسادِه.

وفي هذا الحَديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: “بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجلِ زَعَموا”، أي: ذَمَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بقولِه: “بِئْسَ” مَن كان صاحِبَ مقالَةِ زَعَموا في مقالَتِه دون إسْنادِ كلامِهِ لأحَدٍ أو التَّثبُّتِ من صِحَّةِ هذا الكلامِ، فشَبَّه ذلك “بالمَطِيَّةِ” الَّتي يَركبُها الرَّجلُ؛ ليصِلَ إلى مكانٍ ما، وهنا يقولُها ليَصِلَ إلى معنًى مُعيَّنٍ، فيَنتُجُ عن عدَمِ التَّثبُّتِ هذا مفاسِدُ كثيرَةٌ؛ من إشاعَةٍ، وتخَبُّطٍ في المجتمَعِ، وغيرِ ذلك.

وفي الحَديثِ: الحثُّ على التحرِّي مِن صِحَّةِ الأخْبارِ، والنهيُ عن الإخبارِ بغيرِ تَثبُّتٍ، أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من الصادقين مع الخالق ومع الخلق، ومع النفس، في جميع أحوالنا وأقوالنا وأفعالنا، وأن يصرف عنا الكذب إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين!! .

 

زر الذهاب إلى الأعلى