
بقلم: د. إيناس عبد العزيز خبيرة الأمن الرقمى
خلال 24 ساعة فقط، لم تكن نشرات الأخبار مزدحمة، بل مرعبة.. ثلاث جرائم قتل داخل إطار زوجي أو عائلي، بالتوازي مع طلاقـات مدوية لمشاهير الفن والإعلام، وكأن المجتمع قرر أن يعلن في يوم واحد الزواج لم يعد مساحة أمان بل ساحة اشتباك.
–البداية والوقائع صادمة
•في أكتوبر: زوجة تربط زوجها في سرير الزوجية، والعشيق يخنقه حتى الموت، ثم يُلقى الجثمان بجوار مساكن عثمان.
•في شبرا الخيمة: زوجة سابقة تقتل طليقها داخل محل عمله بعد زواجه بأيام قليلة.
•في سوهاج: العثور على جثمان سيدة محترق داخل جوال، ملقى في الزراعات، والقبض على الزوج.
ثلاث جرائم، ثلاث نهايات دموية.. والقاسم المشترك البيت.
وفي التوقيت نفسه طلاق ولكن «VIP»
على الجانب الآخر من الشاشة، لا دماء ولا جوالات، بل بيانات رسمية، منشورات غامضة، حذف صور، وعبارات من نوع، “تم الانفصال في هدوء واحترام”.. بينما الهدوء غائب، والاحترام أول الضحايا.
طلاقـات مشاهير تتصدر الترند، وتتحول العلاقة الزوجية إلى محتوى قابل للمشاركة والتفاعل، وكأن الانفصال لم يعد قرارًا عائليًا، بل حملة علاقات عامة.
سؤال ساخر.. لكنه مرعب
أمام هذا المشهد، يفرض نفسه سؤال عبثي بقدر ما هو خطير: هل نُعيّن أمين شرطة لتأمين كل منزل زوجي؟، هل نضع كاميرا مراقبة في غرفة النوم؟، هل يصبح عقد الزواج مرفقًا بتعهد بعدم التعرض ا”؟.. السخرية هنا ليست للضحك بل لأن الواقع أكثر عبثية من أي نكتة.
من السرير إلى السوشيال.. الانفجار واحد
الفرق بين المواطن العادي والمشهور لم يعد في الجوهر، بل في الوسيلة، الأول ينفجر بسكين أو حبل، والثاني ينفجر بمنشور وبيان.. لكن النتيجة واحدة: بيت ينهار وأطفال يُسحقون نفسيًا ومجتمع يعتاد رؤية التفكك كأمر طبيعي .
كلمة أخيرة بلا تجميل
- القتل ليس لحظة غضب.. والطلاق الاستعراضي ليس تحضرًا.. والزواج ليس تجربة قابلة للإلغاء أو التصفية.
- ما يحدث خلال هذه الـ24 ساعة ليس صدفة، بل إنذار صريح بأننا أمام أزمة وعي،وأزمة مسؤولية، وأزمة فهم لمعنى الشراكة الإنسانية.
- إذا كنا سنحتاج فعلًا إلى أمين شرطة في كل بيت، فالمشكلة ليست في البيوت، بل في العقول التي نسيت أن الخلاف يُحل بالكلام، لا بالخنق.. ولا بالرصاص.
