متابعة: مروان محمد
في زمن أصبح فيه كل ضوء مصحوبًا بكاميرا، وكل تحرك في الأماكن العامة محل رصد ومناقشة، تتشابك الشهرة مع الخصوصية لتطرح أسئلة حادة: هل كل مشهور ضحية؟ وهل كل صورة تلتقط له جريمة؟ أو أن جزءًا من هذه “التهم” يُصنع من فضول الجمهور وولع وسائل الإعلام بالدراما الفورية؟ .
ليس كل مشهورٍ ضحية، ولا كل كاميرا جريمة، فالمشهور حين اختار الضوء، اختار أن يكون شخصية عامة، وأن تتحول صورته إلى جزء من المجال العام. الجماهير لا تسرق لحظة، بل توثق واقعًا صُنع أمامها وباسمها.
التصوير ليس اعتداءً في ذاته، بل أداة.. الاعتداء الحقيقي هو التشهير، والتزييف، واقتحام الحياة الخاصة خلف الأبواب المغلقة. أما الظهور في الأماكن العامة، وفي كل الأوضاع التي يراها الناس بأعينهم، فهو حق للجماهير كما هو جزء من ثمن الشهرة.
لا يمكن لمشهور أن يتمتع بالنجومية حين تناسبه، ويطالب بالاختفاء حين لا تناسبه.
القاعدة العادلة:
في المكان العام لا قداسة إلا للقانون، ولا حصانة إلا للخصوصية الحقيقية.
النجومية عقد غير مكتوب: شهرة مقابل رؤية، ضوء مقابل مراقبة، تأثير مقابل مساءلة.
الرأي القانوني
في ذات السياق، أكد الأستاذ ماهر العشري، المحامي بالنقض، أن القانون المصري يوازن بين حق المشهور في الخصوصية وحق الجمهور في الاطلاع على ما يُعرض في الأماكن العامة.
وأشار العشري، إلى أن تصوير الفنانين في الأماكن العامة لا يرقى تلقائيًا إلى جريمة، إلا إذا ارتبط بنشر الإساءات أو التشهير، أو اقتحام لحياة شخصية لم تُعرَض للعلن.
اللواء أشرف عبد العزيز: مراقبة الشخصيات العامة يكون في حدود القانون والأخلاقيات
ومن جانبه، يرى اللواء أشرف عبد العزيز، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن أي تحرك لمراقبة الشخصيات العامة في أماكن عامة يجب أن يظل ضمن حدود القانون والأخلاقيات.
وأشار اللواء أشرف عبد العزيز، إلى أن الفضاء العام أصبح خطًا فاصلًا بين الأمن المجتمعي وحرية التعبير، وأن انتهاك هذه الحدود قد يؤدي إلى فوضى إعلامية وأمنية، حيث تتحول الكاميرات إلى أدوات ضغط، لا مجرد توثيق.
أما القضية تتجاوز صورة واحدة أو زاوية تصوير.. هي نقاش صريح حول حدود الخصوصية، ومسؤولية الجمهور والإعلام، وأخلاقيات الشهرة.
في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا.. هل ريهام عبد الغفور ضحية فضولنا؟.. أم جزء من لعبة اختارتها حين قررت أن تكون تحت الضوء ؟ .
النجومية عقد غير مكتوب شهرة مقابل رؤية، ضوء مقابل مراقبة، تأثير مقابل مساءلة.
في زمن لا يغلق فيه الضوء، ولا تتوقف الكاميرات، تظل القاعدة واضحة: المكان العام حق للجميع، والتشهير جريمة للجميع.
مسلسل ريهام عبد الغفور 2025 .