أخبار

طلقة واحدة سرقت عمر طفلة.. قضية مقتل رقية لم تعد مجرد خبر بل تحوّلت إلى رسالة إنذار

إلى متى سيظل إطلاق النار في الأفراح يُعامل كـ«عادة» وليس كجريمة ؟

متابعة: مروان محمد

شهدت إحدى المناطق السكنية واقعة مأساوية هزّت الرأي العام، بعدما لقيت الطفلة رقية (11 عامًا) مصرعها إثر إصابتها بطلق ناري خرج من سلاح أُطلق عشوائيًا خلال حفل زفاف، فالطفلة كانت تقف في شرفة منزلها تشاهد موكب الزفة، قبل أن تخترق الرصاصة رأسها وتُنهي حياتها في ثوانٍ.

وبحسب التحريات الأولية ومقاطع كاميرات المراقبة، أقدم العريس على إطلاق أعيرة نارية في الهواء أثناء الاحتفال، قبل أن يغادر هو والعروس المكان فور علمهما بسقوط الطفلة، دون أي محاولة إسعاف أو مواجهة للمسؤولية، في مشهد وثّقته الكاميرات وأثار غضبًا واسعًا.

وتم نقل الطفلة إلى المستشفى في محاولة لإنقاذها، لكنها فارقت الحياة متأثرة بإصابتها، ليتحوّل الفرح إلى مأتم، ويُغلق بيت رقية على حزن لا نهاية له.

آراء الخبراء

اللواء أشرف عبد العزيز: إطلاق النار في تجمعات سكنية هو سلوك إجرامي معلوم العواقب

أكد اللواء أشرف عبد العزيز – خبير أمني، أن ما جرى لا يمكن تصنيفه كحادث عرضي، موضحًا أن إطلاق النار في تجمعات سكنية هو سلوك إجرامي معلوم العواقب.

وقال:“أي شخص يضغط على الزناد وسط بشر يعلم يقينًا أن الرصاصة ستسقط على إنسان. نحن لا نتحدث عن طيش، بل عن استهتار بأرواح المواطنين، والهروب بعد الواقعة يكشف إدراك الجاني الكامل لجريمته”.

وأضاف أن استمرار هذه الظاهرة يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن المجتمعي، مطالبًا بتطبيق حاسم للقانون دون أي تهاون.

 الأستاذ ماهر العشري – خبير قانوني: الواقعة تحمل شبهة القتل العمد بالاحتمال، وليس مجرد قتل خطأ

قال الأستاذ ماهر العشري – خبير قانوني، إن  الواقعة تحمل شبهة القتل العمد بالاحتمال، وليس مجرد قتل خطأ، موضحة أن تعمّد إطلاق النار في مكان مأهول يجعل النتيجة متوقعة قانونًا.

وأضاف:  “القانون لا يحاسب على النية وحدها، بل على السلوك. من يطلق نارًا في فرح يعلم أن النتيجة قد تكون قتيلًا، وبالتالي تتحقق المسؤولية الجنائية كاملة”.

وأشار إلى أن الهروب عقب الواقعة يعد ظرفًا مشددًا يعكس سوء القصد .

دكتورة إيناس عبد العزيز خبيرة الأمن الرقمى: القضية تمثل نموذجًا صارخًا لاستهانة بعض المواطنين بالقانون

 

أكدت د. إيناس عبد العزيز خبيرة الامن الرقمي، أن القضية تمثل نموذجًا صارخًا لاستهانة بعض المواطنين بالقانون، موضحة أن الأعراف الاجتماعية لا تُبرر الجريمة.

وقالت:“الفرح لا يمنح حصانة، والسلاح ليس أداة احتفال. هذه الجريمة يجب أن تُواجه بعقوبة رادعة حتى لا تتحول إلى سابقة تُغري غيرها”.

وأضافت أن دم رقية هو مسؤولية قانونية وأخلاقية في رقبة كل من يرى في إطلاق النار مظهرًا للبهجة

واختتمت الدكتورة ايناس عبد العزيز حديثها ببعض العبارات المعبرة عن الحدث: “رقية لم تمت في مشاجرة، ولم تكن في مكان خطر، كانت فقط تشاهد فرحًا من شرفة بيتها.. رصاصة واحدة أنهت حياتها، وهروب واحد كشف الحقيقة، ووجع أب سيظل شاهدًا على أن الفرح بالرصاص… جريمة لا عادة .

زر الذهاب إلى الأعلى