
متابعة : مروان محمد
في عصر الحروب السيبرانية التي تُحسم فيه مصائر الدول عبر شاشات مضيئة لا عبر ساحات القتال، خرجت الدكتورة إيناس عبد العزيز، خبيرة الأمن الرقمي وصاحبة أول مبادرة للمطالبة بحجب “تيك توك”، لتحذر من كارثة محتملة تهدد أمن مصرقائلة: “على الدولة أن تصدر قرارًا سياديًا عاجلًا بمنع كبار المسؤولين من حمل الهواتف الذكية الشخصية. أمن الوطن ليس لعبة، وأي مسؤول يتحمل مسؤولية وطن كامل!” .

الهاتف الذكي.. القنبلة الموقوتة في جيب المسؤول
أكدت د. إيناس خبيرة الأمن الرقمي، أن الهاتف الذكي ليس مجرد وسيلة تواصل، بل أخطر أداة تجسس عرفتها البشرية، فهو:
•ميكروفون يمكن تفعيله عن بُعد في أي لحظة.
•كاميرا مراقبة متنقلة تخترق الخصوصيات.
•جهاز تتبع يكشف كل تحرك وخطوة.
•مخزن أسرار الدولة يمكن سرقته في ثانية واحدة.
“وجود الهاتف في يد المسؤول يشبه جهاز تنصت داخل قلب الدولة.. من لا يرى ذلك لا يدرك حجم الكارثة.”
وفيما يلي أمثلة واقعية تحذر من التساهل في هذا الأمر :
•اغتيالات قيادات عسكرية في الشرق الأوسط تمت عبر تتبع إشارات هواتفهم.
•تسريبات اجتماعات حكومية عليا في أوروبا سببت أزمات سياسية هائلة.
•سياسات دولية صارمة لحماية المسؤولين:
•الصين منعت وزراءها من استخدام الهواتف الأجنبية.
•روسيا أعادت المسؤولين إلى هواتف تقليدية بلا إنترنت.
•أمريكا خصصت أجهزة مشفرة وخطوط محمية فقط لكبار المسؤولين.
كل هذه الوقائع تثبت أن السماح للمسؤولين بحمل هواتف شخصية يعني فتح أبواب الدولة لأعدائها.
تحذير اللواء أشرف عبد العزيز: المسؤول وعاء الأسرار

في ذات السياق، أكد اللواء أشرف عبد العزيز، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن السماح للمسؤولين بحمل الهواتف الشخصية يعرض أمن الدولة للخطر، مشيرا إلي أن : “المسؤول ليس مواطنًا عاديًا، بل وعاء لأسرار الوطن.. وكل تسريب قد يتحول إلى كارثة وطنية”.
المطالبة بتشريع عاجل.. الهاتف أو الوطن
فيما شددت د. إيناس على ضرورة إصدار قرار سيادي عاجل أو تشريع ملزم يمنع كبار المسؤولين من استخدام الهواتف الذكية العادية، مع استبدالها بـ هواتف مشفرة وآمنة تصدرها الدولة.
“ترك الهاتف في يد المسؤول هو كمن يفتح أبواب بيته للصوص.. الدولة مكشوفة أمام أعين الأعداء.”
الهجمات السيبرانية ليست خيالًا ..
•قيادات إيرانية تم استهدافها عبر هواتفهم الذكية، ما أدى إلى اغتيالات وإحداث خلل أمني استراتيجي.
•مسؤولون في إيطاليا تم اختراق هواتفهم ببرامج تحسس متقدمة، وكُشفت أسرار حكومية حساسة أحدثت أزمات سياسية كبرى.
هذه الأمثلة الواقعية تظهر أن أي تهاون قد يؤدي إلى كارثة وطنية مكتوبة بدماء الشرفاء وفضائح التسريبات غدًا.
القرار عاجل ولا مفر
الهاتف الذكي في يد المسؤول ليس رفاهية شخصية، بل قنبلة موقوتة تهدد أمن الوطن بأكمله، والسؤال الكبير الآن: هل ننتظر كارثة جديدة، أم نصدر القرار العاجل الذي يُغلق أخطر أبواب التجسس على مصر؟.. أمن الوطن ليس لعبة… وعلى المسؤول أن يختار بين الهاتف والوطن .

