خبير أمنى يصف تصريحات ياسر جلال بالعبث التاريخي.. ميدان التحرير لم يحمه إلا رجاله

كتب/ مروان محمد
أثار الفنان وعضو مجلس الشيوخ ياسر جلال موجة من الجدل الواسع بعد كلمته خلال تكريمه في مهرجان وهران السينمائي بالجزائر، حين ذكر أن الجزائر أرسلت قوات صاعقة لتأمين ميدان التحرير بعد نكسة عام 1967. تصريحات أثارت الدهشة والاستغراب لدى كثير من المصريين والمثقفين، الذين تساءلوا عن مصدر هذه المعلومة، مؤكدين أنها غير مدعومة بأي سجل أو وثيقة تاريخية معتمدة، وهو ما جعلها محل جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.
تصريحات ياسر جلال أثارت نقاشاً أوسع حول مسؤولية الشخصيات العامة والفنانين، خصوصاً أولئك الذين يشغلون مواقع رسمية أو يتمتعون بتأثير واسع على الرأي العام، عند الحديث عن أحداث تاريخية وطنية. فالخوض في التاريخ الوطني لا يمكن أن يكون مجالاً للمجاملة أو التهويل، بل يجب أن يقوم على وثائق وأدلة واضحة، بعيداً عن التفسيرات الشخصية أو الحكايات المنقولة شفاهة.

خبير أمنى ساخرًا من ياسر جلال: التاريخ لا يُروى من على خشبة المسرح
قال اللواء أشرف، الخبير الأمني، إن تصريحات ياسر جلال تمثل حالة من الخلط بين المجاملة والمعلومة التاريخية، مؤكداً أن التاريخ المصري لا يُروى من على منصة تكريم أو في مهرجان فني، بل يحتاج إلى مصادر موثقة ودقة في السرد. وأضاف أن هذا النوع من التصريحات قد يُضعف الوعي الوطني لدى الأجيال الشابة ويخلق صورة مشوهة عن قدرات الجيش المصري وأدواره البطولية، وهو ما لا يمكن التسامح معه تحت أي ظرف.
بعد تصريح “قوات الجزائر في التحرير”.. خبير أمنى: الكلمة حين تضلّ الطريق تجرح الوطن
أوضح اللواء أشرف أن إسناد مهمة حماية ميدان التحرير لقوات أجنبية لم يحدث أبداً، وأن هذه المبالغة تمثل إساءة غير مقصودة لتاريخ الجيش المصري الذي لم يتوقف لحظة واحدة عن حماية الوطن وأرضه، مهما كانت الظروف. وأضاف أن هذا النوع من التصريحات يمكن أن يجرح الوعي الجمعي ويخلق التباساً حول الحقائق التاريخية، ويجعل المتابعين يشككون في قدرة مصر على حماية نفسها دون تدخل خارجي، وهو ما لا يمت للواقع بصلة.
خبير أمنى يصف تصريحات ياسر جلال بالعبث التاريخي: “ميدان التحرير لم يحمه إلا رجاله”
أكد اللواء أشرف أن ميدان التحرير لم يُحمه سوى أبناء الوطن، وأن التاريخ المصري مليء بالبطولات التي قام بها رجال الجيش على مر العقود. وقال: “من معركة 1967 إلى انتصارات أكتوبر وحروب الاستنزاف، ظل التحرير رمزاً لكرامة المصريين، لم تطأه قدم قوات أجنبية، ولم يحمه سوى رجاله”. وأكد أن أي محاولة لتزيين الرواية الوطنية بالمبالغة أو اختلاق أحداث لم تحدث هي عبث تاريخي يُضر بالوعي العام ويشوّه الحقيقة.
رد ناري من خبير أمنى: مجاملة الأشقاء لا تعني اختلاق بطولات على أرض مصر
أضاف اللواء أشرف أن حب الأشقاء الجزائريين لا يجوز أن يتحول إلى اختلاق بطولات على أرض مصر، وأن الاحترام والتقدير بين الدول يجب أن يقوم على الحقيقة والواقعية لا على سرديات غير دقيقة. وأوضح أن التصريحات التي تتضمن مبالغات تاريخية، حتى لو كانت بحسن نية، قد تُفسر على أنها إساءة ضمنية للقدرات الوطنية، وهو ما يجعل من الضروري تحري الدقة قبل أي حديث أمام الجمهور أو الإعلام.
التاريخ ليس رواية تليفزيونية.. خبير أمنى يوبّخ ياسر جلال: توقف قبل أن تُربك وعي الأجيال
ختم اللواء أشرف تحليله قائلاً: “التاريخ الوطني مسؤولية كل من يعتلي المنصات، سواء أكان فناناً أو عضو مجلس شيوخ. الكلمة حين تضل الطريق يمكن أن تُربك وعي الأجيال وتشوه ذاكرة الأوطان. على ياسر جلال وكل من في موقع تأثير أن يدرك أن الحقيقة وحدها هي التي تحفظ كرامة الوطن، وأن حب الأشقاء لا يُكتب على حساب تاريخ مصر ودماء أبنائها”.
وأضاف: “حب مصر يعني احترام تاريخها ووعي أجيالها، والجيش المصري سيظل حارس الأرض والعرض، لا يحميه أحد غير أبنائه”.
الجدل الذي أثارته تصريحات ياسر جلال يعكس أهمية مسؤولية الشخصيات العامة والفنانين في التعامل مع التاريخ الوطني، خصوصاً حين يكون الحديث أمام جمهور واسع أو منصات رسمية. فالحقيقة هي الدرع الأقوى لحماية الوعي الوطني، والاحترام الحقيقي للأشقاء لا يحتاج إلى اختلاق أحداث لم تقع. يبقى الجيش المصري رمزاً للبطولة والقدرة على حماية الوطن، وتاريخ الوطن ليس مسرحاً للخطابات العاطفية أو المجاملات العابرة، بل سجل خالد لمواقف أبنائه الذين دافعوا عنه دائماً.





