أخبار
بعد صدمة المدرسة الدولية..خبيرة الأمن الرقمي تكشف المستور فى حادث المدرسة الدولية
روشتة الإنقاذ قبل فوات الأوان

متابعة/ مروان محمد
“مقال يهزّ كل أسرة: طفلك ليس بأمان… والخطر يبدأ من أقرب باب” .. لم يكن ما حدث داخل المدرسة الدولية في العبور مجرد واقعة عابرة ستأخذ طريقها إلى النسيان، بل كان صفعة حقيقية أسقطت آخر ما تبقى من وهم الأمان.
لقد أثبتت لنا الأيام أن أطفالنا يعيشون في أخطر زمن؛ زمن يتسع فيه ظل الجريمة بينما يضيق عقل الرقابة، ويتقدم فيه المعتدي بخطوة بينما تتراجع الأسرة والمدرسة بخطوات.
جرس الإنذار دقّ.. وصوته هذه المرة ليس مجرد تحذير بل إنذار نهائي: إذا لم تتحرك الآن، فقد يكون طفلك هو التالي.
⸻
“الجريمة الآن لا تنتظر الشارع… بل تذهب إلى الطفل حيث يطمئن.”
— د. إيناس عبد العزيز، خبيرة الأمن الرقمي
بعد تحليل صادم لحادث المدرسة الدولية، أكدت د. إيناس أن ما حدث ليس مجرد “تحرش”، بل غزو مباشر لبراءة طفل… جريمة تستغل الثقة، والرتابة، والفجوات الصغيرة في يوم دراسي عادي.
وتضيف: “الصمت هو أبو الجريمة… والتهاون قاتل. المعتدي لا يبحث عن الفرصة، بل ينتظر أن نصنعها له بأيدينا.”
⸻
أولًا: لماذا وصلنا إلى هنا ؟ تحليل مرعب يكشف المستور:
1) الأمان الوهمي… القشرة التي انكسرت
الأسرة تتعامل مع المدرسة باعتبارها “أقدس مكان”،لكن الحقيقة القاتلة ؟.. أي مدرسة بلا منظومة حماية تصبح أخطر من أي شارع مظلم.
2) رقابة غائبة… وزوايا تصنع الجريمة
كاميرات لا تعمل، مشرفون غير مدرَّبين، غرف بلا إشراف..يكفي أن تختفي أعين الرقابة 60 ثانية ليحدث ما لا يمكن إصلاحه لسنوات.
3) موظفون يدخلون إلى عالم الأطفال دون فحص نفسي
لا اختبارات سيكولوجية.. لا تقييمات دورية..ومع ذلك يُسمح لهم بالتعامل المباشر مع الأطفال!.. والجاني غالبًا لا يظهر عليه شيء… حتى اللحظة التي ينفرد فيها بضحاياه.
4) الطفل الذي لا يصرخ… لأنه لا يعرف كيف يصرخ
لا يمتلك المفردات… ولا يملك الشجاعة… ولا يعرف الفرق بين “اللمس الطبيعي” و”اللمس المؤذي”.
وهذا ما يجعل الطفل فريسة جاهزة.
5) الأسرة التي تخشى الفضيحة أكثر من الجريمة
هذا هو السلاح الذي يستخدمه كل معتدٍ.الصمت المجتمعي هو ما أيقظ وحش الجرائم في المدارس.
ثانيًا: روشتة الإنقاذ قبل فوات الأوانوفقا لدكتورة د. إيناس عبد العزيز
1) إصلاح جذري داخل المدارس—not بروتوكولات شكلية
- •شبكة كاميرات حديثة تغطي كل ممر، كل فصل، كل درج.
- •مراقبة حية online للإدارة وأولياء الأمور بتوقيتات منظمة.
- •منع اختلاء أي موظف بطفل—مهما كانت الظروف.
- •دفتر يومي لسلوك العاملين مع توقيعات وإثبات مرور.
- •فحص نفسي وسلوكي إلزامي لكل موظف قبل التعيين وبعده.
- •تدريب إلزامي لمشرفي الأمن على اكتشاف السلوك المنحرف.
⸻
2) دور الأسرة… الحماية تبدأ من البيت
تقول د. إيناس:“أخطر والد هو الذي يظن أن ابنه يحكي كل شيء… الطفل يحكي ما يستطيع، لا ما يشعر.”
وعلى الأسرة أن:
- •تراقب مزاج الطفل يوميًا، لا سلوكه فقط.
- •تعرف روتينه المدرسي لحظة بلحظة.
- •تعلمه جملة واحدة تنقذ حياة:
- “جسمي ملكي… وأي لمسة تزعجني لازم أقول.”
- •تمنع استخدام الهاتف في الغرف المغلقة.
- •تصدّقه فورًا عند الشكوى… فالإنكار بداية الكارثة.
⸻
3) وقاية رقمية… لأن الحكاية لم تعد أرضية فقط
تحذر د. إيناس: “التحرش يبدأ برسالة… لا بلمسة.”
خطوات الحماية الرقمية:
•برامج رقابة أبوية معروفة وموثوقة.
•إلغاء الرسائل داخل الألعاب الإلكترونية.
•متابعة سجل المكالمات والرسائل والصداقات الرقمية.
•إزالة أي تطبيق لا يناسب سن الطفل… دون أي تفاوض.
⸻
ثالثًا: دور الدولة… تأخره يعني المزيد من الضحايا
- •تشريع يلزم كل مدرسة بنظام حماية معتمد دوليًا.
- •حملات تفتيش مفاجئة بلا إخطار مسبق.
- •عقوبات على المدارس التي تخفي شكاوى التحرش.
- •خط ساخن وطني للإبلاغ الفوري مع حماية هوية المبلغ.
⸻
**رابعًا: الحقيقة التي يخشاها الجميع.. ما الذي يحدث للطفل بعد الاعتداء ؟
ليس حدثًا عابرًا… بل زلزالًا داخليًا يغير كيمياء الروح.. الطفل بعد الاعتداء يصبح شخصًا آخر:
- •نوم مضطرب
- •عزلة مفاجئة
- •خوف مبهم من الأماكن أو الأشخاص
- •فقدان الثقة
- •صمت طويل
- •تراجع دراسي
- •اكتئاب قد يستمر سنوات
وتقول د. إيناس: “الطفل لا يشفى بسهولة… الجرح ينسى اللحظة، لكنه لا ينسى الشعور.”
⸻
خامسًا: السؤال الذي يجب أن يوجّه لكل مدرسة وأسرة: هل يمكن أن يتكرر ما حدث؟.. الإجابة مخيفة: نعم… وبسهولة.. وليس فقط في مدرسة… بل في أي مكان يختفي فيه الإشراف دقيقة واحدة.
الأخطر أن المعتدي بعد كشفه لا يرتدع، بل يتحول إلى “صياد مستعجل”، يبحث عن مكان جديد… وضحية جديدة.
⸻
الخلاصة… رسالة لا تحتمل التأجيل
ابنك في مرمى الخطر.. والإنكار لن يحميه..والثقة العمياء لن تنقذه.. والتأجيل لن يوقف الجريمة.
الخطر اليوم يأتي من: مُدرس… مشرف… سائق… موظف… طفل أكبر… شاشة هاتف… أو باب مغلق لثوانٍ.
لا شيء أغلى من الطفل.. ولا شيء أخطر من الإهمال..وكل دقيقة تأخير قد تكون اللحظة التي يبدأ فيها الجرح الذي لا .



