الفنان القدير الراحل عمر الحريرى، الذى ولد 12 فبراير عام 1926م ، والذى يعد أحد أشهر الفنانين فى مصر والوطن العربى، وله بصمة كبيرة فى السينما أو الدراما و المسرح، حيث شارك في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية خلال 61 عاماً وهو مشواره الفني منذ عام 1950 وحتى عام 2011.
عمر الحريري عشق الفن منذ صغره، ووقف أمام أجيال متعاقبة من كبار الفنانين أمثال نجيب الريحاني ويوسف وهبي وزكي طليمات وعادل إمام وأحمد زكي
عاصر الفنان الراحل عمر الحريري أجيالا مختلفة داخل الوسط الفني؛ إذ سمحت له الظروف وسنوات العمر بأن يتعلم على يد عمالقة المسرح مثل يوسف وهبي وزكي طليمات، وأن يقف إلى جوار الزعيم عادل إمام والراحل أحمد زكي، والغريب أن هذا الفنان صاحب البصمة الخالدة لم يرشح للبطولة المطلقة إلا مرة واحدة.
ولد عمر محمد صالح عبدالهادي الحريري، الشهير بـ”عمر الحريري” يوم 12 فبراير 1926، وسط أسرة متوسطة الحال، أحب التمثيل منذ الصغر بسبب حب والده للمسرح، وحرصه الشديد على حضور العروض التي تقدمها فرقة “علي الكسار” وفرقة “فاطمة رشدي”.
سمح المسرح المدرسي للطفل الصغير بأن يعلن موهبته جيدا، فشارك في عدد كبير من العروض، وأسس وعمره 11 عاما فرقة مسرحية أشاد نجوم كبار وقتها بالعروض والأفكار التي تقدمها داخل المدرسة.
في عام 1937 ظهر عمر الحريري في مشهد صامت في فيلم “سلامة في خير” بطولة الفنان القدير نجيب الريحاني. لم يلفت الأنظار وقتها لأنه مشهد صامت، لكنه أحب المجال الفني وتعلق به خصوصا بعد وقوفه إلى جانب العملاق الراحل نجيب الريحاني.
مرت الأيام والسنوات والتحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي، وأثناء دراسته تعرف على الفنان شكري سرحان ونشأت بينهما صداقة قوية واتفقا معا على طرق الأبواب للعبور إلى عالم النجومية والشهرة.
تخرج عمر الحريري في معهد التمثيل عام 1947، وعقب التخرج شارك في عدد كبير من الأعمال الإذاعية، وبالصدفة شاهده الفنان الكبير زكي طليمات وأعجب به فعرض عليه الانضمام لفرقته المسرحية، ومن هنا بدأ الحريري يخطو خطوات جادة في طريق الفن.
بعد المشاركة في عدد كبير من الأعمال المسرحية انتقل “الحريري” لعالم السينما وقدم عبر شاشتها نحو 103 أفلام، أبرزها “سكر هانم، نهر الحب، معالي الوزير، الرباط المقدس، الآنسة حنفي، رسالة غرام”، وشارك في عدد كبير من المسلسلات الدرامية الدينية والاجتماعية ومنها “أوراق الورد” أمام الفنانة وردة الجزائرية 1979، و”أحلام الفتى الطائر” بطولة عادل إمام، و”شيخ العرب همام” مع الفنان يحيى الفخراني. كما شارك عادل إمام في مسرحياته الشهيرة “الواد سيد الشغال” و”شاهد ما شافش حاجة”.
فيما كشفت الفنانة ميريت عمر الحريري، عن أمنيات والدها الراحل الفنان عمر الحريري، والتي تحققت قبل رحيله.
وأضافت الحريري، خلال تصريح صحفي قائلة: «والدي الفنان الراحل عمر الحريري، كان من أمنياته أن يقوم بتجسيد عمل باللهجة الصعيدية، وليس مجرد مشهد أو اثنين، حيث قدم من قبل شخصية القنصل، في «خالتى صفية والدير»، ولكن كان «باشا»، وكان يتمنى تقديم الشخصية الصعيدية بكل ما فيها، وهو ما قدمه في «شيخ العرب همام» بشكل أوسع وتمكن في اللهجة، وكان بالفعل آخر عمل درامى تليفزيونى، وحقق من خلاله أمنيته».
وتابعت «وأيضا كل الفنانين أمنيتهم هو الموت على المسرح، ومنهم من يحقق ذلك والبعض الآخر لم يتح لهم ذلك، لكن تخرج جنازته من المسرح، فبالفعل والدى كان يقوم بعمل مسرحية وتعرض للتعب على المسرح، وكانت آخر علاقة قبل دخوله في الغيبوبة، فكانت نظرة عينيه الأخيرة على المسرح، لذا حقق أمنيته أيضا».
ونال الحريري العديد من الجوائز وتم تكريمه من مصر وعدد كبير من الدول العربية تقديرا لعطائه الفني، وصدر عنه كتاب من تأليف الناقدة زينب عزيز حمل اسم “عمر الحريري.. قوس قزح”.
تزوج الحريري 3 مرات من آمال السلحدار ونادية سلطان والمغربية رشيدة رحموني، وأنجب في كل مرة بنتا ليصبح لديه 3 بنات هن نيفين، وميريت، وبيريهان.
وفي عام 2007 أصيب الفنان الكبير بمرض سرطان العظام، ظل يقاومه بالعمل حتى وافته المنية أثناء مشاركته في عرض مسرحي للأطفال، ليرحل عمر الحريري عن الدنيا يوم 16 أكتوبر 2011 عن عمر يناهز الـ85 عاما، عاش مبدعا ومات واقفا