ولنا رأي بقلم الكاتب الصحفى / محمد صوابى
مما لاشك فيه أن معظم العاملين في مؤسسات الدولة بقطاعاتها المختلفة مثل وزارة الصحة والأوقاف المصرية و التأمينات الاجتماعية و التموين و الأحياء و مجالس المدن تلاحظ وقف التعيينات من قبل وزارة القوى العاملة منذا عام 1982 في كافة الأجهزة الخدمية و الوزارات المعنية، حيث تلاحظ وجود عجز صارخ في جميع إدارات الأوقاف على مستوى الجمهورية حيث تلاحظ وجود عجز فى عمال النظافة في جميع المساجد، و كذلك مقيم الشعائر الدينية و عجز صارخ في خطباء الجمعة حيث يوجد بعض المساجد بالقري مغلقة لعدم وجود إمام و خطيب و عدم وجود مفتشين للمتابعة علي المساجد و الزوايا على الرغم توجد درجات خالية كثيرة جدا تتجاوز الآلاف، وذلك بسبب خروج الآلاف بل الملايين من العاملين بوزارة الأوقاف المصرية على المعاش السن القانوني، الا أن المسؤولين عن التنظيم والإدارة و أيضا وزارة المالية ووزارة الأوقاف لا يدرسون ولا يبحثون عن حل لمشكلة سد العجز بجميع المساجد الزوايا على مستوى محافظة القليوبية، وكذلك باقي محافظات مصر وذلك تنفيذ لتوجيهات وسياسة الدولة للصالح العام.
ونفس المشكلة في مكاتب التأمينات الاجتماعية يوجد عجز صارخ في التأمينات الاجتماعية بشبين القناطر و جميع الإدارات ‘ المكاتب حتى المناطق بالمحافظات تعاني من عجز صارخ يسبب خروج الموظفين على المعاش القانوني وعدم وجود تعيينات جديدة من الخريجين من كافة المؤهلات العليا و المتوسطة، وعلى نهاية عام 2025 سوف ينهار الجهاز الإداري بالدولة بسبب عدم وجود تعيينات لسد العجز و هذه المشكلة سوف تؤدي إلى عدم وجود كوادر شبابية جديدة وعدم وجود قيادات ذو خبرة في كافة الأجهزة الخدمية بالدولة، و نفس المشكلة في مكاتب التموين بشبين القناطر وإدارة التموين وعدم وجود مفتشين على المخابز و عدم وجود موظفين في مكاتب التموين بقرى شبين القناطر التي قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بعمل مبادرة حياة كريمة لجميع القرى والمدينة كما يوجد العجز على مستوى المحافظة، وأيضاجميع إدارات التموين بالمدن و مكاتب التموين بالقرى حيث يوجد بعض المكاتب مغلفة بسبب عدم وجود موظفين وكذلك على مستوى الجمهورية هذه المشكلة.
كما طالت وزارة التضامن الاجتماعي يوجد عجز صارخ في جميع مكاتب التضامن الاجتماعي بجميع القري بشبين القناطر التي بها حياة كريمة فكيف تؤدي الخدمة الأهالي والمواطنين حتى الإدارات بالمدن علي مستوي محافظة القليوبية تعاني من شدة عجز الموظفين، وكذلك على مستوى الجمهورية فهل يتدخل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء و الدكتور محمد معيط وزير المالية و رئيس جهاز التنظيم والإدارة و السادة الوزراء المسؤلين د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصرية و الدكتور على مصلحي وزير التموين والتجارة الداخلية و اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية و الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي و اللواء جمال عوض رئيس الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية والمعاشات وقطاع الأعمال العام و الخاص بسرعة التدخل لحل المشكلة قبل وقوع كارثة عام 2025 ، حيث تلاحظ ان معظم العاملين بأجهزة الدولة يعانون من ضغوط كبيرة في مجال العمل ، وهذا الضغط يعد أمر طبيعي في حياة الإنسان يتعرض له خلال فترة حياته المهنية و الشخصية ، مما يولد لدى البعض الشعور بالرغبة في الإنفجار أو التصادم وإطلاق طاقة هائلة من الغضب في وجه أول شخص يقابله.
على نطاق العمل ، سيكون مطلوب منك كمدير عدم تجاهل علامات الإجهاد و الإرهاق الواقع على فريق عملك،الناتج عن ضغط العمل، كونك المسؤول الأول عن صحة وسلامة سلامتهم النفسية ، والتي تصب أولاً و آخيراً في مصلحة سير العمل ، حيث تساهم عملية استقرار نفسية العامل على إستقرار إنتاجيته ، وعدم تشتيت ذهنه ، أو تعرضه للاخطاء الجسيمة نتيجة ضعف تركيزه .
عليك كمدير أن تبذل جهداً ملموساً في إحتواء نفسية فريق عملك و أن تحسن معاملتهم ، وأن لا تحمّلهم فوق طاقتهم ، وأن تعمل على تقديم الدعم الممكن تقديمه لهم لمساعدتهم على رفع معنوياتهم و تحسين آدائهم الوظيفي ، لا سيما في فترات الأوقات الصعبة ، والتي اذكر منها على سبيل المثال “جائحة كورونا” ، وما تسببت فيه من آثار نفسية سيئة ، نتيجة تفشي المرض و فقدان للأحباء من الأهل والأصدقاء و الزملاء ، إضافة إلى زيادة ضغوط العمل والأعباء على بعض العاملين خلال تلك الفترة.
فكل منظمة تحاول جاهدة تجاوز مرحلة ضعف أداء العاملين لديها ، من خلال عدة عوامل ، أهمها عملية الإحتواء داخل مجال العمل، والتى تعد من العوامل الأساسية الناجحة التي تعزز من قوة وقدرة السلطة المختصة على التمكن من إدارة المرحلة للحد من الأثار السلبية التي قد يكون لها دور كبير في عرقلة سير العمل و إنخفاض الإنتاجيه، عن طريق إستعاب قدرات العاملين ، و توظيفها بالشكل الأمثل ، و العمل على تقديم العون لهم لإجتياز الصعاب و مواجهة التحديات .
كما تنطبق أيضاً نظرية الإحتواء داخل المؤسسات بين الزملاء وبعضهم البعض، حيث يتعين على الجميع إتباع منهجية الإحترام والتراحم والمساندة، و تقديم المساعدة بعضهم لبعض ، وأن يتحمل كل منهم الطرف الاخر في أوقات الضغط و الأزمات .
ولو نظرنا للحياة الشخصية ، فسنجد أن عملية الإحتواء تختلف بإختلاف طبيعة العلاقة ، سواء كانت علاقة زواج أو صداقة أو اخوه ، كل ما تتطلبه العلاقة أياً كان نوعها أن يتوفر لدى أحد الأطراف ثقافة الاحتواء ، فعلي سبيل المثال إحتواء الزوج لزوجته يعد من أهم إحتياجات المرأة لأن المرأة بطبيعتها مهما حققت من مكاسب ونجاح في حياتها، إلا انها بحاجة دائمة للإحتواء كي تشعر بالأمان ،و الحماية والإطمئنان.
كذلك على يجب على الزوجة أن تجيد عملية إحتواء زوجها ، بالانصات له دائماً والإستماع إلي شكواه والوقوف بجانبة في مواقف الازمات والضيق ، و إستيعابه وقف الغضب ، و التجاوز عن الخطأ المقبول ، والعمل على صداقته ومشاركته أحلامه وطموحاته .
وهناك أيضاً نوع هام من أنواع الاحتواء ، و هو إحتواء الأبناء (بناة المستقبل) حيث يتعين على كل أم و أب الإنصات جيداً لأبنائهم وسماع أفكارهم و أحلامهم دون تعقيب أو توبيخ ، مما يدعم صحتهم النفسية ويعمل على بناء شخصياتهم ، عن طريق توجيه النصح و الارشاد بطريقة سلسلة بعيداً عن صياغتها في شكل أوامر ،
لأن بناء شخصية الإنسان يعد من أساسيات نجاح و استقرار حياته ، لذا يجب أن تؤسس الشخصية بشكل سليم ، لما لها من أثر يصب أولاً وأخيراً في نشاطه وعلاقاته وإنتاجه مستقبلاً.
إن ثقافة الإحتواء تعد مهارة هامة و مؤثرة لما لها من أثر جميل في النفس البشرية ، لشمولها على الكثير من المعاني الرحيمة ، كالصبر والتفهم، و تقبل الآخر ، كما إنها تعزز من عملية العفو والتجاوز ، لتصبح سبباً رئيسياً في ترسيخ أسس التوازن لكافة مناحي الحياة…